الثلاثاء، 2 يوليو 2013

اخلع نعليك ،،




لا أدري - على وجه الدقة - ما الذي ذكرني فجأة بتلكما الكلمتين من الآية الكريمة ، لا أعتقد أنها الامتحانات ، وتعلقي بعادة قراءة الآيات الأولى من سورة طه قبل كل امتحان ؛ لأن تلك الكلمات هي من تلك النوعية التي يجب أن يقولها أمامك شخصٌ آخر ؛ لتدرك لها معنى روحيـًا آخر ..
كانت إحدى الصديقات في مُنتدى قد أعطت مدونتها هذا الاسم



" اخلع نعليك "

أغمض عينك يا صديقي ، ورددها مرات ، بخفوتٍ ، بثباتٍ ، بصرخةٍ
اختلفت ككل الكلمات
مُجرد حروفٍ تستمد طاقتها ممن يقولها ، ولكنها - هذه الكلمة مع اختلافها - تشعرك باحترامٍ ما ، بتوقير ، أو براحةٍ كبيرة ، كما سيقول مؤيدو فكرة أن الراحة تبدأ من القدم ، وأنا منهم ؛ لأنني اختبرت ذلك بنفسي



اخلع نعليك

قبل التقاط العلم ، قبل القراءة ، قبل مشاهدة مسلسلات الأنمي ، قبل الكتابة ، قبل المحادثات مع أصدقائك المقربين ، قبل الثورة ..
وأعرف لما أريد أن أتحدث هذا اليوم عن الثورة ؛ لأنني ممتلئة بها كامتلاء كل المصريين ، ولكني خلعت نعليَّ قبل أن أبدأ في ارتشاف الأمل والألم اللذين تسقيناهما



خلعت نعليَّ ، فصفى ذهني ، وأخذت أرتشف بحذر، ولكن هيهات ، فقد تجرعت غصة ألم كبيرة باقية في الكوب
نحن نسقى صندوق باندورا العكسي ، أن نشرب أملاً أملاً أملاً حتى نظمأ ، فنأخذ في الشرب أكثر ، فيتلقفنا الألم بسعادة من انتظر طويلاً



لكن لماذا يتلقفنا الألم ؟
لأن الدرس التاريخي الوحيد الصحيح في التاريخ هو أنه لا أحد يتعلم من التاريخ
ولا أعرف لما سولت لي نفسي أن التاريخ يعيد نفسه على مدار مئات السنين ، لم أكن أعرف أنه يعيد نفسه على مدار شهور
ولذا فقد قررت أن أخلع نعليَّ لهذا التاريخ، أنا أتعلم منه
وليتني لم أتعلم ؛ لأن الألم صار حقيقة في داخلي ، لا وهم !


ولكن أهون على نفسي أنه لا يمكن أن أظل بنعليّ طوال العمر ، ستأكله دائمًا حشرات ، سيصبه العفن وسأخلعه حتمًا
فلا ضير لو خلعته ، وحافظت عليه نظيفًا ، وعلى فكري ومنطقي أيضًا بنفس النظافة والطهارة واللمعان
واللمعان يلقى ضوءًا على الصورة المعتمة ، فنرى تفاصيلها الحقيقية

أليس هذا جيدًا ؟
فلنقل أنه جيد في كل شيء ، لكنه فرضٌ في الثورة أن تخلع نعليك ،
ودعنا نتفق أن ما أكتبه أيضًا هو لهؤلاء الذين خلعوا نعالهم وتحررت أدمغتهم ؛
لأنني - وإن كنت أكتب ما بنفسي ؛ حتى لا أنفجر به ، وحتى لا يموت - فإني لي أيضًا مئارب أخرى ..




مريم ،،
1/7/2013   

هناك 5 تعليقات:

  1. أكتب ما بنفسي ؛ حتى لا أنفجر به ، وحتى لا يموت .

    في انتظار المزيد منكِ يا مريمـ .

    ردحذف
  2. ننتظر أكثرَ وأكثر ..
    رآئع :)

    ردحذف
  3. خلعت نعليَّ ، فصفى ذهني ، وأخذت أرتشف بحذر، ولكن هيهات ، فقد تجرعت غصة ألم كبيرة باقية في الكوب
    نحن نسقى صندوق باندورا العكسي ، أن نشرب أملاً أملاً أملاً حتى نظمأ ، فنأخذ في الشرب أكثر ، فيتلقفنا الألم بسعادة من انتظر طويلاً


    رائعة رائعة بديعة .. أحسنتِ

    ردحذف
  4. جمييييييييييييييييل أخلع نعليك

    ردحذف