الثلاثاء، 23 يوليو 2013

مخالب التفاح





لم تزهر شجرة  التفاح بعد في تلك القرية الفقيرة المحرومة ، في تلك الظروف المناخية لم يتوقع أحد أن تزهر غير اليد التي زرعتها
كانت يد فتاة تذهب للمدرسة الثانوية ، لم تكن تعلم أي شئ عن زراعة التفاح لكنها أصرت بعد أن رأته في المدينة على أن تزرعه ، زرعت شجرة  واحدة، اهتمت بها كما ارتئت طريقة الاهتمام بنفسها، لم يكن لديها سبيل سوى حدسها في ذلك.
فتاة جمالها معتدل ، تبحث بقلبها عن آدم تغويه ، تريد أن تحمل تفاحة وتلقيها في جوفه وتجعلها تلامس روحه حتى يظل مرتبطاً معها بتلك التفاحة التي لا يستطيع أن يلفظها ولن تسمح له بلفظها ، تجعل من قلبها قفصاً لها، ستجعل من أصابعها مخالباً تدميه بها إن حاول أن يلفظها، ستــــ......
لكن أين هو آدم الذي لم تره أبداً ؟ بل أين التفاحة؟
بمجرد عودتها في ذاك اليوم باكية القلب من المدرسة ، ذهبت لتطمئن على شجرتها
-لا يمكن أن أفعل شئ ، ما لم تكوني معي أيتها التفاحة, أنت فقط من ستجبره على الظهور ،على أن يكون معي،ستجعلي من مصيرنا مصيراً واحداً ، هيا أثمري يا شجرتي ،هبيني سلاحي ..


***

حملت التفاحة وذهبت إلي الجامعة ، كانت تظن أن وقوفها بها أكثر من كافٍ لإغواء آدم
لكنها وجدت أكثر من ألف آدم ، لم تعرف أيهم تغوي ، لم تعرف لأيهم تهديها
تلك الأيام في الجامعة من أصعب الأيام، تقف وحيدة ، بتفاحتها التي أيقنت بعد فترة بهزالها وعدم جاذبيتها.
بعد شهور يئست، والتفاحة ذبلت و أصابها العفن
فأصبحت كما كانت دائماً منعزلة ، باكية الفؤاد و لم تعد تحتمل الجامعة
تنظر إلي الفتيات بشعرهن المتطاير ، وتضع يدها على (إيشاربها) الذي لا تجيد حتى لبسه بطريقة لائقة، ترى على وجوههن مساحيق التجميل وتُدمي شفتيها غيظاً ، أصبحت تفهم ولم يفدها فهمها
- لا أرى فائدة من ذهابك للجامعة ، لكن ما دمتي مصرة ،اذهبي، إياكِ والافتتان بأفعال الفتيات المنحطات هناك و........
لا فائدة ، لافائدة ..
_________
تقفين وحدك دائماً، لماذا؟
صحيح ، لم لا أحاول أن أصادق إحدى الفتيات هنا؟
لن تتقبلني و....لا يمكن إنها .....
لماذا؟؟؟
ء..ء..ء
__________
قدم لها آدم تفاحة .. لم يسمح لها بالرفض ، وضعها في حلقها
تفاحة آدم من تفاحتي لا فرق، لن ألفظها ، لقد اختارني ليعطيها لي
آدم جميل ، قوي ، يفهمني
نصحني أن أخلع الإيشرب، اعترضت ولم يضغط عليّ ، إنه متفهم لأقصى الحدود
لكنه عرفني على إحدى الفتيات ، غيرت إيشربي بطرحة جميلة وضعت قليل من المساحيق التجميلية على وجهى
لقد أصبحت جميلة
أنا لن أتركك يا آدم أبداً ، أنا أحـــبــــــ....


تركها آدم !
_________
تفاحة أخرى ، وآدم أيضا جميل ، وزميلته التي عرفني عليها أيضا جميلة
أخبرتني أنه لا يحب طرحتى ويفضل لو أتخلى عنها ، لكنه لا يريد أن يضغط عليّ
طرحتى، أمي ، آه... لكن آدم يريد
حسناً ، من أجلك يا آدم..


تركها آدم الثاني !
_________
تفاحة أخرى، مساحيق صارخة
تفاحة أخرى،ضاقت الملابس واشتكت
تفاحة أخرى، لا بأس من تقصير التنورة ولا بأس من تعرية اليد، لا بأس
تفاحة أخرى، آدم بحاجة لي في بيته، سأزوره
تفاحة أخرى، .................
__________
اقتل تلك المومس ..




مريم
15/7/2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق