الأربعاء، 10 يوليو 2013

جـذر و ورقـة ..

ما يحدث في البلاد يجعلنا نفكر ليس فيما يحدث بل في علاقتنا مع الآخرين
أعرف العديد ممن خسروا أصدقائهم ،وآخرين خسروا حقهم في الحديث وصمتوا جميعاً حتى لا يخسرون أصدقائهم

كان مما يثير الدهشة أنني في جلسة أصدقاء بعيدة كل البعد عن الأجواء كأننا نريد أن نستعيد روحنا الضاحكة متناسين بقع الدم على أرواحنا

فأخدنا نسأل بعضنا أسئلة كرسي الاعتراف
وكان نصيبي سؤال : الحب أم الصداقة ؟
وإجاباتي النمطية كانت : كلاهما مهم،كلاهما نحتاجه، لا يمكن أن يعوض هذا ذاك أبداً

وصديقتي الذكية تلقفتني : لكن إذا تم وضعك بين اختيار، هل تختاري الحب أم الصداقة؟

*حضرني حينها موقف حينما سألني أحدهم أيهما أصعب فراق الأحباب أم فراق الأصدقاء ، لأنني جربت الأثنان فيظن الناس بأن لدي إجابة لذلك
أتذكر بحة صوتي والغصة والدمعة اللتان رافقتا الإجابة
"عندما فارقت الحبيب كان لدي أصدقاء بجواري، لكن عند فراق الأصدقاء لم يكن بجواري أحد "
تذكرت هذا الموقف كأنني أعيشه قبل أن أقول لصديقتي : من وضعني في هذا الاختيار ، سأخسره أياً كان هو.

لم يحدث أن فقدت صديقاً أبداً بسبب السياسة ، غير اثنتان اختاراتا أن تفقداني ولم أختر ذلك
ربما حزنت كثيراً لأنني لم أكن أعرف السبب ولم أكن لأعرف لولا أن سألتهم وعرفت أن السبب خلافات سياسية
لم أكن أبداً الشخص الذي يمكنه أن يغير رأيه من أجل أحد ، حتى لو كان هذا الأحد أقرب من النبض.

أنني أقدس الحرية أكبر التقديس ، ولهذا تركت لهم حرية اختيار هذا.
ولم أخسر من بعدهم أي أصدقاء ..

وتعجبت أشد العجب ممن فقدوا أصدقائهم في تلك اللحظات التى لا يمكن أن يمسح الدم فيها من علينا غير الصديق ، لأن الصديق هو من يراه لا المرآة
وفكرت ، إنني أكثر الناس اندفاعاً في التعبير عن آرائهم ، لا مبالية بأي شئ تقريبا ، فلماذا لم اختلفت عنهم؟

أعدت النظر في علاقاتي ، التي معظمها تعتبر سطحية بحكم إنطوائيتي إن لم تكن كلها كذلك، ولكنها مع ذلك تظل صداقة ونناقش فيها الكثير من الأشياء وبحدة ، ونناقش فيها أيضا سياسة وبالتأكيد ثمة اختلافات بيننا
ولكن اكتشفت أن أصدقائي بهم هذا الشئ الذي لم يجعلنا نخسر بعض
وهو أننا دائما واحد متكامل
صديقتي هي من تختلف مع في الرأي
لكني لو مت فهي في مكاني وموضعي حتى تلحق بي
لا يمكن أن تكون صديقتي في أقصى اليمين وأنا في أقصى اليسار
ثمة منطقة مشتركة تجمعنا ، أو بالأحرى تقربنا حتى نتمكن من اللحاق ببعضنا عند السقوط
ثمة مبادئ مشتركة ثابتة ، لا أتصور صداقة بدونها !


الصداقة تقوم على مستوى الروح أولاً والمبادئ جزء أساسي من تشكيل الروح
فالصداقة تتكون حين تكون المبادئ مشابهة ، ومن ثم تتصادق الأرواح ، ومنها تتصادق القلوب والأجساد
لذا لا أتصور أبداً أن يحدث خلاف تنشق به الرابطة


فإن صداقة أمكن في يوم ما أن تنتهي لم تكن في يوم ما صداقة حقيقية ، بل إذا تمكنا من النظر فيها لوجدنا ثمة وهن في الرابطة ، ثمة اختلافات جوهرية جعلت من السهل أن تترك الأيدي بعضها لتمسي في طريق مختلف

الصديق من يأخذ مكاني وقت موتي ، ليس من يتركني مع خلاف سياسي وهو بالتأكيد من لا تختلف مبادءه الأساسية معي .





مريم نصر ،،
9/7/2013

هناك تعليق واحد: